إستيقظت يوماً على صوت دفاترى
تصيحُ أوراقى : اين انت؟
هل حقاً ستهجرنا؟
ولن تَعد انت من كُنت؟
تشاجر معك شيطانك؟
هرب الشعر وحِصانك؟
تكسرت أقلامك فإعتزلت؟
اسرعت الى مرآتى
انا!.. اعرف تلك الصورة
والشيطان فى بيتٍ
من زجاج الحِبر قارورة
وحصانى يدور برأسى
ولم تعد أقلامى مكسورة
أنا بخير.. ولا شئ ينقصنى
لطالما ضللت طريقى ..
وطريقى ستعرفنى
ترتدى الكلمات قميصها العارى
وتأتى كى تراقصنى
تغنى الألحان أنفاسى
والموسيقى تعزفنى
بلا قدرٍ يعاندنى
ولا جرحٍ سينزفنى
ومِن ميناء السطر الأول
فى بحرِ الصفحات البِِيض
قلمى راسياً لا ينوى السفر
كان سيروى قصة حبٍ
لكن حبيبى غدر
كان سيكتب اسم صديقٍ
إنتقم منى وانتصر
والبحر يوماً ما سيخون
والموج دوماً ينتظر
فانا اضعت البوصلة ..
والرُبان انتحر
دفترى الان..
يشبه غرفة الإعدام
يحاصر قلمى البياض
إن تقدم للامام
حتى الصفحات المكتوبة
إن رجعت الى الوراء
يُعدم فيها الحب شنقاُ
والصدق صعقاُ بالكهرباء
الى أن ماتت كلماتى
وصارت خواطرى أشلاء
قصائدى تنزف حرفها
يفوح منه ريح الحِبر
لم يعد الدفتر دفترى
حولته لمجرد قبر
تمت.